التربية والأمهات

قال تعالى :
              " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما "



الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصّدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك. الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة؛ فهي سبب وجودك على هذه الحياة، وسبب نجاحك، تُعطيك من دمها وصحّتها لتكبر وتنشأ صحيحاً سليماً، هي عونك في الدّنيا، وهي التي تُدخلك الجنّة، فقد أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إني أشتَهي الجهادَ ولا أقدِرُ عليه، قال: هل بقِي مِن والدَيكَ أحَدٌ؟ قال: أُمِّي، قال: فأبلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلتَ ذلك فأنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رَضِيَتْ عنكَ أمُّكَ فاتقِ اللهَ وبِرَّها. الأحاديث المختارة، 1689.


كتب معروف الرصافي قصيدة بعنوان التربية والأمهات (هي الأخلاق تنبت كالنبـــــات )


وفيما يلي القصيدة وشرحها ....


هي الأخلاق تنبت كالنبـــــات *** إذا سقيت بماء المكرمـــــات

يقصد أن الأخلاق كالنبتة كائن حي ينمو إذا سقي وتغذى على الصفات الحميدة فالنباتات إذا اعتنى بها المزارع وسقاها باستمرار بالماء فإنها تنمو وتصبح قوية تعطي ثمارا ناضجة و لذيذة فكذلك الأخلاق.

تقوم إذا تعهدها المربـــــــــي ***على ساق الفضيلة مثمرات

واذا قام ولي الأمر بمتابعتها وغرسها في نفوس أبنائه ستكون قوية ومثمرة .

ولم أر للخلائق من محـــــــــل *** يهذبنا كحضن الامهـــــــــات

لايوجد أحد يقوم مقام الأم بتعليم الأخلاق وغرسها في الأبناء.

فحضن الأم مدرسة تسامــــت *** لتربية البنين أو البــــــــــنات

فحضنها كالمدرسة خصصت وسمت بتربية البنين والبنات.

وأخلاق الوليد تقاس حقــــــــا *** بأخلاق النساء الوالـــــــدات

ومقياس اخلاق الاولاد بأخلاق الامهات الوالدات فأذا كانت طيبة تبعها ولدها والعكس صحيح.

فكيف تظن بالأبناء خيــــــــــرا *** إذا نشأوا بحضن الجاهـــــلات

واذا كانت الأم جاهلة بالتربية الصالحة فلا تتأمل خيرا من ولدها.

أليس العلم في الإسلام فرضا *** على أبنائة وعلى البنــــــــات

ويحث هنا على العلم ويشدد على ضرورة تعلمه للبنين والبنات.

ألم تر في الحسان الغيد قبـلا *** أو انس كاتبات شاعــــــــــرات

يوجه الشاعر سؤاله إلى الأبناء ويقول ألم يكن في النساء الجميلات السابقات كاتبات وشاعرات وعالمات نفتخر بهن وبأعمالهن.

فماذا اليوم ضر لو التفتنـــــــا *** إلى أسلافنا بعض إلتفـــــــات

ولانتضرر اذا رجعنا الى الاقوام التي سبقتنا لنأخذ ونتعلم منه كل مفيد.


اللهمَّ اجعل أُمهاتنا مِمَن تقول لهن النار اعبرن فإنّ نوركن أطفأَ ناري، وتقول لهن الجنة اقبلن فقد اشتقت إليكن من قبل أن أراكن.